عبد الله أفجي...ولد في إسطنبول عام 1963، فتح عينيه على الدنيا بحي "قاسم باشا" في منطقة "بك أوغلو" أكثر مناطق مدينة إسطنبول تألقًا.
لقد كان أفجي أكثر حظًا من بعض شباب تركيا، كما أنه في نفس الوقت كان مضطرًا لإثبات ذاته في مدينة تشهد تنافسًا كبيرًا. ولما لاحظ أنه يلعب كرة قدم بشكل جيد، دخل في حسابات ناديي "بشيكطاش" و"غلاطه سراي"، لكن لم يفز بأيهما. خسر لكنه لم يستسلم.
بدأ أفجي مسيرته الكروية في فريق يسمى "وفا سبور" أحد فرق الحي الذي ولد فيه، وبعد ذلك انتقل لصفوف فريق "قارا غُمرُك"..وفي الوقت الذي كان يلعب فيه أيقوت قوجامان بفريق "سقاريا سبور"، كان هو يلعب في صفوف "ريزا سبور". وفي الفترة التي أبدع فيها بمنطقة البحر الأسود، دخل أيضًا في دائرة اهتمام فرق إسطنبول، لكنه لم يستطع أيضًا الانتقال إلى أي منها.
وفيما بعد انتقل من هنا إل هناك، وذات يوم قبل عرضًا للانتقال لصفوف فريق كان يرغب في التخلص من دوري الدرجة الثانية، فكانت وجهته فريق "إسطنبول سبور" الذي قدم له عرض الانتقال إليه...
الهدّاف عبد الله أفجي قضى أفضل فترات مسيرته الكروية بقميص فريق "إسطنبول سبور" ذي اللونين الأصفر والأسود. ولما وصل سن الـ32 من عمره، حصل على بطولة الدوري كقائد مخضرم مع فريق "إسطنبول سبور"، لكنه كان آنذاك قليل اللعب. فرغم أن الفريق كان في الدوري الممتاز، لكن عمر قائده كان كبيرًا بالنسبة للدوري. لذلك غادر أفجي الفريق، وبعد عدة سنوات اعتزل اللعب، وبعدها بفترة خاض غمار التدريب.
عبد الله أفجي ارتدى قميص "إسطنبول سبور" لأربعة مواسم. وبعد ذلك بعام جاء أيقوت قوجامان، وقضى هو الآخر 4 مواسم في صفوف النادي. وواصل البقاء فيه رغم انتقالات ملفتة للنظر شهدها النادي، إذا غادره لا عبون مميزون. والفترة التي بدأت مع مديرين فنيين أجانب من المشاهير، استمرت كذلك مع مدربين محليين تم اللجوء إليهم لإنقاذ النادي. وذات يوم دخل ضيا دوغان النادي كمدير فني، وبجانبه عبد الله أفجي مساعدًا له...
الموسم 1999-2000...القائد السابق (عبد الله أفجي) لفريق "إسطنبول سبور"، يعود لصفوف النادي ثانية كمساعد مدرب. كان الهدف آنذاك للمدرب ضيا دوغان هو الإبقاء على "إسطنبول سبور" في الدوري الممتاز الذي صعدّه إليه، لكن الأمور لم تسر كما يريد. ففي الأسبوع الـ27 من مسابقة الدوري، تعرض الفريق للهزيمة بهدفين مقابل هدف أمام "قوجالي سبور". فاستقال دوغان على إثر ذلك، وكان مساعده أفجي يريد أن يستقيل معه، لكنه قال لتلميذه "ابقَ أنت وأنقذ الفريق".
وفي تلك الأيام برزت عقليتان على رأس الفريق الذي كان يواجه شبح الهبوط. الظروف جمعت آنذاك بين المدرب الجديد عبد الله أفجي، وهدّاف الفريق أيقوت قوجامان. واستطاع الفريق البقاء في دوري الأضواء والشهرة، بعد أن حقق في 7 أسابيع ثلاثة انتصارات وتعادلين. ويمكننا القول إن كرة القدم التركية ظفرت خلال تلك الفترة ومرة واحدة بمديرين فنيين جديدين.
وفي الموسم الجديد، أتى نادي "إسطنبول سبور" بـ"متين تُرال" مديرًا فنيًا جديدًا لفريق الكرة. المدير الفني الجيد الذي كانت لديه خبرة كبيرة، وكان له مساعدان، أحدهما أفجي، والثاني قوجامان الذي كان قد ترك لعب كرة القدم. وأنهى الفريق ذلك الموسم في المركز الثاني عشر. وفيما بعد تفرقت السبل بين الجميع.
أيقوت قوجامان، بات المدير الفني الجديد لـ"إسطنبول سبور"، وكتألقه في لعبه، بدأ بداية متألقة في عالم التدريب، إذ تولى تدريب فريق كان يلعب فيه وهو في شاب، بل بات كل شيء بالنسبة للفريق الذي كان يعاني ظروفًا صعبة. وكتبت بحقه مؤلفات، وفيما بعد غادر مديرًا فنيًا لفرق "ملاطيه سبور"، و"قونيه سبور"، وأنقرة سبور".
الكرة التي كان يلعبها قوجامان كانت مثيرة للجدل، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنه كانت له بصمته الخاصة به. هو يحب الاستحواذ على الكرة، وكان يستخدمها بشكل جيد. وعام 2010 حقق حلم كل مدير فني، وتولى تدريب "فريق كبير"، هو فنار بخشه.
فلقد سجل بطولة مع فناربخشه، وارتقى به لنصف نهائي الدوري الأوروبي. كما جعل فريق "قونيه سبور" يعيش أفضل فترات تاريخه، وبعد ذلك عاد ثانية لفناربخشه.